بعد المخاوف والتحذيرات التي أثارتها الحكومة المركزية في المملكة المتحدة، سوف يتم نشر أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تحتوى على عنصرية وتحيز على حد قول الكثير من النشطاء.
قرر المسئولون أنه سيتم الكشف عن أدوات الذكاء الاصطناعي التي أثارت مخاوف عنصرية وتحذيرات من التحيز، وقد تم استخدام تلك الأدوات السرية من أجل التعرف على عقود الزواج المزيفة، وأمور الاحتيال التي تحدث مثل المطالبات بصرف إعانات معينة.
يعتبر ذلك القرار بمثابة انتصار للمؤثرين الذين اعترضوا وقاموا بتحدي الحكومة في نشر أدوات الذكاء الاصطناعي تلك بعد ظهور مخاوفهم بشأن الشفافية، وقد أكدوا على ضرورة نشر أدوات الذكاء الاصطناعي للتأكد من أن تلك الأدوات قانونية وغير مميزة لعنصر أو متحيزة.
وليس هذا هو الحدث الأول الذي أثار مخاوف بالنسبة للتحيز والتمييز العنصري في بريطانيا، حيث حدث الأمر في سنة 2020 حيث وافقت وزارة الداخلية على التوقف عن نشر خوارزمية تساعد على فرز الطلبات الخاصة بالتأشيرات بحجة احتوائها على عنصرية وتحيز، وتم ذلك بعد طعن قانوني من خلال مجلس خاص برعاية المهاجرين.
كما واجهت نفس الوزارة في عام 2023 تحذيرات عن أداة ذكاء اصطناعي تكشف عن الزيجات المزيفة التي تحدث من بعض المهاجرين للحصول على تأشيرة، وقد تم الكشف عن وجود تمييز صريح لبعض الفئات خاصة اليونانينن والألبان والبلغار والرومان هم الأكثر عرضة للتحقيقات.
وقد تم بالفعل التحذير من اتجاه التكنولوجيا الحديثة إلى ترسيخ التحيزات والظلم، وذلك من خلال بيان من المركز الحكومي لأخلاقيات البيانات والابتكار، وذلك في عام 2020. واقترح المجلس بعد ذلك أن يتم مشاركة الجمهور بتلك الأدوات والخوارزميات ليتم تفاعل مجدي يؤثر ويفيد في تعزيز العدالة في استخدام تلك الأدوات وكيف يتم استخدامها.
وأكدت وزارة العلوم والابتكار أنها سوف تقدم تقريرًا عن استخدام تلك التكنولوجيا من خلال الامتثال إلى المعايير الصحيحة، وسيتم الامتثال للقرارات خلال أسبوع.
وقد أصبح مبدأ تسجيل الشفافية الخوارزمي مبدأ إلزاميًا لجميع الجهات الحكومية، وسيتم نشر العديد من التقارير لبناء الثقة مع الجمهور.
ولن يسكن الأمر على ذلك، بل ستقام العديد من الدعوات للكشف عن التفاصيل بشكل أكبر حول أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن من خلالها ترسيخ التحيز والعنصرية، وتعزيز التدابير المتخذة من أجل ذلك.
في سياق الاستخدام التقني، تضغط العديد من المؤسسات في اتجاه قانوني للحصول على معلومات حول كيفية استخدام الخوارزميات، وتعزيز التدابير لتخفيف الأضرار الخاصة بالذكاء الاصطناعي من حيث الأخلاقيات.
هذا بالنسبة للدول التي تمتلك مؤسسات وأجهزة تعالج الفساد بشكل حقيقي، لذلك أود أن أذكر أن من طرق علاج الفساد في أي أمر هو أن يتم الكشف عنه وفضحه.
أما أن نقوم بالتستر على الفساد بحجة أن ذلك يسيء من سمعة البلاد فما هي إلا حجة فارغة ليستمر الفساد الذي يستفيد منه العديد من الناس في مجتمعاتنا.
كما أن محاربة الفساد من الشرع الحنيف، والمباديء الشرعية في هذا الأمر واضحة في الآيات والأحاديث، لذلك ليس هناك أي عذر لأي شخص أن يدافع عن فاسد أو فساد.
وفي نهاية الأمر، نود التأكيد على ضرورة تفعيل المؤسسات الرقابية والجهات المختصة بالشفافية في كافة المجالات لكي يصل المجتمع إلى مراحل قوية من العدالة، وحصول كل شخص على حقه دون تمييز بين شخص وآخر على حسب السلطة أو المال أو غير ذلك من الأمور التي تدمر المجتمعات وتجعل من الصعب العلاج، فالبناء على المهدم لن يؤدي إلا إلى الهدم مرة أخرى.