منذ فترة وتطبيق تيك توك يثير ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب القانون الذي أقرته المحاكم الأمريكية، والذي يمكنه التسبب في منع التطبيق في البلاد.
قامت 13 ولاية أمريكية برفع دعوى قضائية ضد تيك توك بدعوى قضائية تزعم أن التطبيق يسبب الإدمان للمراهقين مما يؤدي إلى دمار الصحة العقلية للأطفال. وذلك من خلال ميزات مضمنة في التطبيق، وقد أكدت مجموعة المحامين الخاصين بتلك الولايات، وعددهم 14 محاميًا، أن تيك توك قد خدع متابعيه عن طريق إيهامهم بسلامة استخدام التطبيق.
هل تطبيق تيك توك يدمر صحة الشباب والأطفال؟
أتت تلك الدعوى رغم الكفاح الشديد الذي يقوم به التطبيق ضد القانون القانون الفيدرالي الذي سيؤدي إلى حظر التطبيق في الولايات المتحدة بداية من منتصف يناير سنة 2025.
فوجود التطبيق بذلك القانون في أمريكا أصبح في مهب الريح، وذلك بسبب تأكيد القانون على إنهاء عمل التطبيق في البلاد إذا لم يقوم بتنفيذ المطالبات، وبيع شركة بايت دانس الصينية منصة تيك توك قبل ذلك الوقت.
أكدت الدعوى القضائية التي قامت بها العديد من الولايات إلى جانب مقاطعة كولومبيا، أن خوارزميات التطبيق تؤدي إلى تحفيز الدوبامين، مما يسبب الإدمان للمستخدمين. وأن تلك الخوارزميات قد تم تطويرها للتسبب في ذلك بشكل متعمد، وأن التطبيق يعلم أن ذلك يسبب الاستخدام المفرط والطويل والتشوهات الجسدية، ورغم ذلك لا يهتم.
إلى جانب ذلك أكدت الدعوى على أن التطبيق يستغل المستخدمين من خلال بث محتويات جنسية صريحة في البث المباشر مما يشير إلى أن التطبيق تحول إلى برنامج للتعري. في تلك البثوث المباشره المشبوهة يكسب التطبيق الأموال من المستخدمين الذين يتم استغلالهم بتلك المحتويات.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، هناك دراسة جديدة أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية العام السابق، شارك فيها حوالي 20 ألف مراهق، فإن طلاب المدارس الثانوية الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر يعانون في أغلب الأحيان من مشاعر اليأس أو الحزن المستمرة.
ما هو سبب الدعوى القضائية ضد تيك توك؟
أفصحت السيدة ليتيا جيمس المدعية العامة عن بعض التصريحات الصحفية التي من شأنها توضيح الأسباب العملية لتقديم دعوى قضائية ضد التطبيق الشهير، منها:
- إصابة ووفاة الكثير من الشباب أثناء القيام بتحديات تيك توك، وفي نفس السياق ذكرت الشاب الذي مات أثناء ركوبه فوق مترو الأنفاق للقيام بفيديو على المنصة، وقد وجدت والدته مقاطع فيديو شبيهة على هاتفه لاحقًا.
- إصابة الكثير من الأطفال والمراهقين بالإكتئاب بسبب الإدمان الذي يسببه التطبيق.
- إيهام المستخدمين أن التطبيق مناسب للأطفال والمراهقين، على الرغم من الأدلة العديدة التي تشير إلى العكس.
- بعض الميزات التي تسبب الإدمان، مثل الإشعارات التي تؤدي إلى صعوبة النوم، والفلاتر التجميلية، وغير ذلك من الميزات التي تسبب الاستخدام القهري للتطبيق.
- التعامل بأموال غير مرخصة، عن طريق استخدام عملات افتراضية.
كما ركزت الدعوى القضائية على توصيات المحتوى التي تقوم بها خوارزميات تيك توك والتي تؤدي إلى إدمان المستخدمين على التطبيق.
كل هذا يشير إلى الهدف من الدعوى القضائية، وهو إصدار قوانين تؤدي إلى منع تطبيق تيك توك من استخدام تلك الأدوات التي تسبب المشاكل للمراهقين والأطفال.
ما هو رد تيك توك على الاتهامات الموجهة إليه؟
بالتأكيد، قامت شركة تيك توك بالرد على تلك الدعوى القضائية، وقالوا إنها غير مدروسة، ومضللة، وأكدوا على فخرهم بالخطوات التي قاموا بها، والتي من شأنها حماية الأطفال والمراهقين.
وقالت الشركة أن تلك الاتهامات مخيبة للآمال، وأن الولايات المتحدة لم تقم بالتعاون مع التطبيق بشأن مخاوفها مما يؤدي إلى قلق شديد لشركة تيك توك.
كما أكدوا على قيامهم بالتحديثات والإصلاحات بشكل مستمر لتحسين وتطوير التطبيق ووصوله إلى العديد من المستخدمين.
وكان تطبيق تيك توك في تحديثاته قد أعلن عن أدوات من شأنها تقليل وقت استخدام الهاتف، إلى جانب إمكانية تحديد المحتوى المناسب وإلغاء ظهور بعض المحتويات الضارة على حسب اختيار المستخدم.
هل تلك الاتهامات سياسية بسبب المشاكل بين الصين وأمريكا؟
ربما يظن الكثيرون أن تلك الإتهامات بسبب السباق التقني المعروف بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومخاوف أمريكا من الصعود التقني الرهيب للتنين الصيني، والذي أصبح يقترب بشكل كبير من حداثة التقنيات الأمريكية.
لكن في تلك القضية، ربما لم يكن الأمر كذلك، حيث قد قامت جهات تنظيمية بتقديم دعاوى قانونية مشابهة لتطبيقات أمريكية مثل إنستغرام وفيسبوك بسبب نفس المشكلة، وهي التأثير على صحة المراهقين العقلية.
